إيران والممر الهندي - الشرق أوسطي - الأوروبي: قراءة في المواقف والتحديات

يُعد الممر الاقتصادي الهندي – الأوروبي مشروعًا استراتيجيًا أعلن عنه في قمة مجموعة العشرين عام 2023 في نيودلهي، ويهدف إلى تعزيز الاتصال الاقتصادي بين الهند، والشرق الأوسط، وأوروبا. يربط هذا الممر قارة آسيا بأوروبا عبر منطقة الشرق الأوسط، ما يجعله من أهم الطرق التجارية العالمية. ورغم أهمية المشروع الاقتصادية، فإنه يشكل ساحة لصراعات وتحديات استراتيجية على المستويين الأمني والسياسي. فإيران، التي استُبعدت من هذا المشروع، تتبنّى موقفًا معارضًا له نظرًا لتداعياته الجيوسياسية والاقتصادية على نفوذها الإقليمي. يهدف البحث إلى دراسة وتحليل موقف إيران من مشروع الممر الهندي – الأوروبي، من خلال استكشاف الأبعاد الجيوسياسية، والأمنية، والاقتصادية لهذا المشروع وتأثيره على مصالح إيران في المنطقة، مع تقييم الاستراتيجيات الإيرانية المقابلة، خاصة ممر الشمال – الجنوب، لفهم كيفية تعامل إيران مع هذا التحدي الإقليمي والدولي. تكمن أهمية البحث في الدور الاستراتيجي للشرق الأوسط وموقع إيران الجغرافي والاقتصادي الحيوي في الممرات التجارية الإقليمية، فضلاً عن التحولات الجيوسياسية الكبرى التي تعيد رسم خارطة النفوذ والتنافس بين القوى العالمية والإقليمية. تنطلق الدراسة من فرضية أن الممر الاقتصادي يشكل تهديدًا مباشرًا لموقع إيران الاستراتيجي، مما يدفعها إلى تبني استراتيجيات متعددة لتعزيز حضورها التجاري والدبلوماسي، وتجنب العزلة. تم تقسيم البحث إلى مقدمة وأربعة مباحث؛ تناول المبحث الأول الخلفية العامة لمشروع الممر الهندي – الأوروبي وأهدافه الاستراتيجية والاقتصادية. أما المبحث الثاني، فقد سلّط الضوء على الموقع الجغرافي لإيران وأهميته في التجارة الإقليمية والدولية. بينما خُصّص المبحث الثالث لدراسة موقف إيران من المشروع وتحليل ردود فعلها السياسية والاقتصادية تجاهه. ويبحث المبحث الرابع في الأبعاد والمخاطر المحتملة التي قد يشكّلها هذا الممر على المصالح الإيرانية، لا سيما في مجالات الاقتصاد، والجغرافيا السياسية، والأمن الإقليمي.